‏إظهار الرسائل ذات التسميات الموروث. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الموروث. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 9 فبراير 2025

🔴 تاريخ الاعتقادات الكوسمولوجية (مقال)

 تاريخ الاعتقادات الكوسمولوجية



مقدمة

لقد سعى الإنسان منذ القدم إلى فهم الكون من حوله، وقد تطورت الاعتقادات الكوسمولوجية عبر العصور بتطور المعرفة الإنسانية.

الاعتقادات القديمة

 * الحضارات القديمة: حملت الحضارات القديمة مثل المصرية والبابلية واليونانية تصورات مختلفة عن الكون، فمنهم من اعتقد أن الأرض مسطحة ومحاطة بقبة سماوية، ومنهم من تصور الكون كأنه محيط شاسع تسبح فيه النجوم والكواكب.

 * الفلسفة اليونانية: قدم فلاسفة اليونان مثل أرسطو وبطليموس نماذج كونية أكثر تعقيدًا، حيث اعتبروا الأرض مركز الكون والشمس والكواكب تدور حولها في مدارات دائرية.

العصور الوسطى

 * النماذج الدينية: تبنت الأديان السماوية نموذجًا للكون يتوافق مع رؤيتها الدينية، فاعتبرت الأرض مركز الكون وخلق الله السماوات والأرض وما بينهما.

 * العلوم الإسلامية: قدم علماء المسلمين إسهامات كبيرة في علم الفلك، حيث طوروا الأدوات الفلكية وقدموا نماذج أكثر دقة للكون، كما صححوا بعض الأخطاء في النماذج اليونانية القديمة.

الثورة العلمية

 * كوبرنيكوس وجاليليو: في عصر النهضة، قدم كوبرنيكوس نموذجًا جديدًا للكون، حيث اعتبر الشمس مركز الكون والأرض والكواكب تدور حولها، وقد أيد جاليليو هذا النموذج من خلالobservations التي قام بها باستخدام التلسكوب.

 * نيوتن: وضع نيوتن قوانين الحركة والجاذبية التي تفسر حركة الكواكب والأجرام السماوية، مما ساهم في ترسيخ النموذج الشمسي للكون.

العصر الحديث

 * النسبية العامة: قدم أينشتاين نظرية النسبية العامة التي غيرت فهمنا للزمان والمكان والجاذبية، وتنبأت بوجود الثقوب السوداء وتمدد الكون.

 * علم الكون الحديث: تطور علم الكون الحديث بشكل كبير، حيث تم اكتشاف العديد من المجرات والكواكب والأجرام السماوية، وتم وضع نماذج دقيقة لتطور الكون ونشأته، مثل نظرية الانفجار العظيم.

الخلاصة

لقد تطورت الاعتقادات الكوسمولوجية عبر التاريخ بشكل كبير، من التصورات البسيطة للكون في الحضارات القديمة إلى النماذج المعقدة التي وضعها العلماء في العصر الحديث. وقد ساهمت هذه التطورات في فهمنا للكون ومكاننا فيه.


الثلاثاء، 21 يناير 2025

🔴 إقصاء الٱخر: ملاحظات لتفكيك الفكر الديكتاتوري العروبي الإسلامي (مقال)

.

إقصاء الٱخر: ملاحظات لتفكيك الفكر الديكتاتوري العروبي الإسلامي

.


منذ المجزرة التي قام بها تنظيم حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر 2023، لاحظنا تزايد طوفان الكراهيّة والعنف اللفظي والتّحريض والتّخوين على مواقع التّواصل الإجتماعي، في محتواها النّاطق بالعربيّة، في إطار تصوّر ذي قطبين بين مساند لحماس وإرهابها ومساند لحقّ دولة إسرائيل في الرّدّ على من يهدّدون أمنها وإستقرارها وسلامة مواطنيها. بطبيعة الحال، معرفة الطّرف الذي يستعمل خطاب الكراهية والعنف ليست صعبة: فهو الطرف المتبنّي لوجهة النّظر الحمساوية الإيرانية الكارهة لليهود والمحرّضة ضدّهم وضدّ كل من قد تسوّل له نفسه أن يقول أيّ كلمة ضدّ حماس وقضيّتها الوهميّة التي تتاجر بها أو مع الحقّ الإسرائيلي. في هذه الحال، سيتمّ وصمك بالخيانة (خيانة من؟ أو خيانة ماذا؟ الأجوبة كثيرة ومتناقضة ولا علاقة لها بالواقع) والعمالة للغرب (اين أدلّة العمالة؟ أين الربح المادي؟ لا شيء) وإنعدام الشّرف (ما معنى الشّرف أصلا وما مقاييسه؟ لا أحد سيجيبك) وحتى تكفيرك (وما علاقة صراع سياسي أو حرب بالكفر والإيمان؟ لا علاقة) وتهديدك بالتّصفية، في إستعادة واضحة للطبيعة الهمجيّة التي زرعتها الثقافة القبليّة العروبيّة البدويّة الممزوجة والمتماهية مع الهمجيّة الإرهابيّة الإسلامية النابعة من القرٱن والسّنّة والأحاديث ونهيق الفقهاء ونباح الأئمة طوال أربعة عشر قرنا من هيمنة الرجعيّة الدينية وثقافة القطيع على العقول. وفي إطار هذا الإستقطاب، لم يسلم حتى المحايدون الذين يعبّرون عن عدم إهتمامهم بالموضوع أصلا. فكيف تقول انّك غير مهتمّ بما يحدث لـ"إخوانك في العروبة والإسلام"؟ كيف تقول أن هذه القضيّة "العادلة" (حسب السّردية العروبيّة الإسلاميّة، بطبيعة الحال) لا تهمّك؟ ألا ترى أن الغربيّين أنفسهم يدعمون الفلسطينيين ويساندون "حقّهم في الدّفاع عن أرضهم"؟ ألا ترى الطّلاب يتظاهرون في الجامعات الامريكية رافعين علم فلسطين؟ مجاهدو حماس يدافعون عن "شرف الأمّة"، فكيف لا يهمّك الأمر؟ أنت بلا شرف وخائن لإخوانك. أنت عميل للغرب الإستعماري. أنت صهيوني عربي. أنت متصهين. إلخ.

لا جدوى من الإستفاضة في ذكر شتّى النعوت والأوصاف والشتائم، إذ لا أعتقد أن هناك من لم تعترضه هذه الاشياء وهو يتصفّح المنشورات على مواقع التّواصل. ثم أن هذا ليس موضوع المقال، فقد أردت إبداء بعض الملاحظات حول أحد أبرز تجليات الإرهاب الإسلامي أو أحد أهم مداخله: إقصاء الٱخر المخالف.

تقوم العقلية العربية الإسلامية على فكرة أحاديّة لا تقبل شريكا، وهي في الحقيقة نتيجة طبيعيّة أو إنعكاس طبيعي لفكرة التوحيد ووحدانية الإله الذي لا شريك له ولا يريد أن يُشرك به. هذه الفكرة أهمّ مدخل من مداخل الدّيكتاتورية، سواء كانت سياسية، إجتماعية، عائلية، إلخ: ديكتاتورية الإله الواحد والدين الواحد والقائد الواحد والرأي الواحد والنمط الواحد واللباس الواحد والذوق الواحد. ولو إستعرضت تاريخ الشّعوب القديمة لرأيت قمّة التّعايش السّلمي (الذي يطلق عليه البعض، نفاقٔا، لفظ "تسامح"، وهو لفظ يستبطن فكرة عدم المساواة) عند الشّعوب متعدّدة الٱلهة مثل مصر القديمة، الإغريق، الرومان. وحتّى في السردية الإسلامية (رغم أنّها جزء من كومة أكاذيب ممتدّة على اربعة عشر قرنا تمّ ترسيخها بقوّة السّيف وغسيل الأدمغة كحقيقة دون أدلّة واضحة عدا ما نقله المسلمون، وهو في مجمله محاولات نرجسية لتعظيم دينهم ورموزه مليئة بالثغرات والتناقضات والقصص الخرافية) حتى في هذه السردية يحدثونك عن أن المكعّب الحجري المسمّى الكعبة كان قبل الإسلام محاطا بالكثير من التماثيل التي يسمّونها أصناما والتي تمثّل ٱلهة الكثير من القبائل.

يقول تقيّ الدين الفاسي: "وكان جملة ما بمكة من الأصنام حول الكعبة في يوم الفتح ثلاثمائة وستون صنما، على ما رويناه عن إبن عباس، ونصّ حديثه، قال: دخل رسول الله مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، منها ما قد شُدّ بالرّصاص، وطاف على راحلته وهو يقول: جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا، ويشير إليها، فما من صنم أشار إلى وجهه إلا وقع على دبره ولا أشار إلى دبره إلا وقع على وجهه، حتى وقعت كلّها." (تقيّ الدين الفاسي، "الزّهور المقتطفة من تاريخ مكّة المشرّفة"، الباب الأربعون، الطبعة الاولى، مكتبة الثقافة الدّينية، 2001, ص345)

بل وتخبرنا نفس السردية الإسلامية بأن كعبة قريش لم تكن الوحيدة في الجزيرة العربية، فقد كانت هناك 23 أو 24 كعبة مماثلة لكعبة مكّة يحجّ إليها العرب قبل الإسلام، من بينها كعبة اللاّت بالطّائف وكعبة مناة وكعبة العزى وكعبة غطفان وكعبة نجران وكعبة رئام وكعبة ذي الخلصة، إلخ (المصادر: جواد علي، "المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام" وإبن السائب الكلبي، "كتاب الأصنام") ورغم إختلاف أشكالها واحجامها من مكان إلى ٱخر، إلّا أنّها كلّها كانت بيوتا لٱلهة قبائل مختلفة. وأكثر من ذلك، كانت هناك في جزيرة العرب قبائل تدين باليهودية أو النصرانية (أريوسيّة أو نسطوريّة)... وحتى في قريش، كان هناك عائلات يهودية ونصرانيّة، ولعل أشهر مثال هو ورقة بن نوفل، إبن عمٌ خديجة بنت خويلد، الذي قيل عنه: "وأما ورقة بن نوفل فقد تنصّر، فاستحكم في النّصرانيّة، واتّبع الكتب من أهلها، حتّى علم علما كثيرا من أهل الكتاب". (إبن إسحاق، السّيرة النّبويّة، دار الكتب العلميّة، ج1، بيروت، 2004، ص162) لكن رغم كل هذا، لم تنقل لنا نفس السردية الإسلامية أن تلك القبائل ذوات الٱلهة المختلفة قد نشبت بينها حروب أو تمّت فيها جرائم بسبب إختلاف ٱلهتهم ومعتقداتهم. والحروب التي نُقلت لنا لأخبارها كانت أسبابها مادية بحتة متعلقة بالسيطرة على الموارد في تلك البيئة الصحراوية الشحيحة، أو شخصيّة كالعداوة بين شخصين أو طلبا لثأر. أما الجرائم فكانت في معظمها مرتكبة من طرف الصعاليك الخارجين عن قوانين وأعراف قبائلهم.

لم يُصبح الإختلاف مشكلة إلّا بإدّعاء محمد بن ٱمنة النّبوّة وإحتكاره لكلّ شيء: بداية من فكرة الإله (فإله الإسلام هو الوحيد الحقيقي وباقي الٱلهة أصنام وخرافات لا تنفع - رغم أنّ إله محمّد نفسه لم يثبت أنّه موجود أصلا، حتى نتساءل عن نفعه من عدمه). فتمّ تحطيم كل تماثيل ٱلهة العرب وإجبار أهل قريش على دخول الإسلام بحدّ السّيف وتمّ إضطهاد النّصارى واليهود وقتلهم وطردهم من أراضيهم. وتمّت تصفية كل من قال كلمة نقد أو سخرية في حقّ محمد أو قرٱنه أو ربّه. وقصّة النّضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط أبرز مثال على بداية تغلغل فكرة إقصاء الٱخر المخالف، ولو كانت هذه المخالفة مقتصرة على إبداء رأي أو إنتقاد فكرة. أنت تخالفني الرّأي، إذن أنت تستحقّ أن أقتلك.

والإسلام هو الدين الوحيد الذي يعرّف نفسه بإقصائه للٱخر. فحتى الشهادتان اللتان ينطقهما المسلم إقصاء. فالقول "أشهد أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله"، إضافة إلى كونها شهادة زور، تعني حرفيّا أن كلّ الٱلهة خرافات وأنّ الإله الوحيد والحقيقي هو الله الإسلامي. وبالتالي، فالإسلام بطبيعته مبني على تسفيه الديانات الأخرى وتكذيبها، عوض أن يكون مكتفيا بنفسه معرّفا لذاته بطريقة تتجنّب إفتعال المشاكل مع الٱخرين كالقول "أشهد أن إلهي هو الله"،

هذه بعض الملاحظات أردت أن أسوقها، وللحديث بقية.


الأحد، 19 يناير 2025

🔴 زواج القاصرات: جريمة تتطلب وقفة جادة (مقال)

.

زواج القاصرات: جريمة تتطلب وقفة جادة


.

تعتبر قضية زواج القاصرات من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام العالمي، وتثير جدلاً واسعاً على المستويين الأخلاقي والقانوني. هذه الظاهرة، التي تتجذّر في أعماق بعض المجتمعات، تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل، وتؤثر بشكل كبير على مستقبله ومستقبل المجتمع بأكمله.
وتعرّف المادة الأولى من اتفاقية حقوق الطفل، بأنه "كل إنسانٍ لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سنّ الرّشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه". أما لغوياً، فيشير مصطلح "سنّ الرّشد" إلى السن الذي يصبح فيه الشخص بالغاً قانونياً، وعادة ما يكون سن الثامنة عشرة أو الحادية والعشرين. إذ يختار التعريف بعناية مصطلح "سن الرشد" في إشارة إلى المرحلة العقلية للإنسان وليس سن الرشد الجنسي.
من الناحية الأخلاقية، يعتبر زواج القاصرات جريمة لا تغتفر، وذلك لأنه انتهاك صريح وفاضح لحقوق الطفل، إذ يحرم زواج القاصرات الطفل من طفولته، ويحرمه من فرص التعليم والتطور، ويجعله يعيش حياة مليئة بالمسؤوليات التي لا تتناسب مع عمره. كما يمثل تدميرا لمستقبل الفتاة، إذ يتسبب زواج القاصرات في تدمير مستقبل الفتاة، حيث تحرم من حقها في اختيار شريك حياتها، وتتعرض للعنف والاستغلال، وتصبح عرضة للأمراض الجنسية والإنجاب المبكر مع كل المخاطر التي تصحبه. زيادة على ذلك، ينتهك هذا النوع من الزواج مبدأ المساواة بين الجنسين، فهو يكرس للتمييز ضد المرأة، حيث يتم الزواج بها وهي لا تزال طفلة، ولا تمتلك أي خبرة أو تجربة حياتية ولا القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بحياتها.
أما على المستوى القانوني، فتختلف التشريعات الخاصة بسن الزواج من دولة إلى أخرى، ولكن الغالبية العظمى من الدول تعتبر زواج القاصرات جريمة يعاقب عليها القانون. وتستند هذه التشريعات إلى مجموعة من المبادئ الأساسية، منها: حقوق الطفل، حيث تنص اتفاقية حقوق الطفل على أن الطفل له الحق في الحماية من جميع أشكال الاستغلال والاعتداء الجنسي، بما في ذلك الزواج المبكر. نجد أيضا من جملة هذه المبادئ المصلحة الفضلى للطفل التي يجب أن تكون الاعتبار الأساس في جميع القرارات التي تتعلق به، بما في ذلك قرار الزواج. هذا علاوة على مبدأ المساواة بين الجنسين الذي تكفله القوانين لحماية الفتيات الصغيرات من جميع أشكال التمييز.
وتتعدد أسباب زواج القاصرات في عصرنا، ولعل من أهمها إتباع العادات والتقاليد والإملاءات الدينية التي تلعب دوراً كبيراً في انتشار هذه الظاهرة، حيث تعتبر بعض المجتمعات الزواج المبكر جزءاً من التراث الثقافي، ويعتبر المسلمون زواج القاصرات أمرا إلهيّا وسنّة نبويّة إستنادا على القرٱن وعلى سيرة رسولهم في مسألة زواجه من عائشة ذات الست سنوات والدخول بها وهي بنت تسعٍ. ومن بين الأسباب الاكثر تأثيرا الفقر الذي يدفع الكثير من الأسر إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة، اعتقاداً منهم أن ذلك سيوفر عليهم أعباء الإنفاق. مثلما تزجّ أسر أخرى بأطفالها في سوق الشغل لتحصيل بعض المال عوض إرسالهم للدراسة. وفي المجتمعات المسلمة، نجد أيضا الخوف من العار كأحد أهم الدوافع التي تجعل زواج القاصرات أمرا منتشرا، فتقوم بعض الأسر بتزويج بناتهن اللاتي ارتكبن أخطاء جنسية (أو حتى خوفا من إرتكابهن لأخطاء في المستقبل)، وذلك للحفاظ على شرف العائلة. فمفهوم الشرف عند العرب والمسلمين مرتبط إرتباطا وثيقا بفروج الإناث.
ومن يبحث عن الٱثار السلبية الناتجة عن زواج القاصرات سيجد الكثير من الأمور التي لا تكفي دراسة واحدة لحصرها، ومنها المشاكل الصحية الخطيرة التي تتعرض لها الفتيات المتزوجات في سن مبكرة، مثل مضاعفات الحمل والولادة، وأمراض الحوض، والعدوى المنقولة جنسياً. زيادة على المشاكل النفسية التي تعاني منها الفتيات في هذه الحالة مثل الاكتئاب والقلق، والشعور بالوحدة والعزلة. ومن بين النتائج السلبية نجد أيضا انخفاض مستوى التعليم، إذ يحرم زواج القاصرات الفتيات من حقهن في التعليم، مما يؤثر سلباً على مستقبلهن الاقتصادي والاجتماعي، كما يؤثر سلبيّا على المجتمع بأكمله بما أنّ المرأة تمثل نصفه.
لذلك، من واجب كل عاقل مكافحة ظاهرة زواج القاصرات. على المستوى الفردي، قد تكون التوعية أهم ما يمكن فعله لهذا الغرض. إذ يجب توعية المجتمع بأضرار زواج القاصرات، ومحاولة تغيير النظرة السائدة تجاه هذه الظاهرة بإعتبارها من العادات والتقاليد التي يجب الحفاظ عليها أو بإعتبارها أوامر قرٱنية وسنّة نبويّة يجب الإلتزام بها. أما على المستوى المجتمعي والسياسي، فيجب سنّ قوانين صارمة تعتبر زواج القاصرات جريمة ومعاقبة مرتكبيها وتوفير الحماية القانونية للفتيات. وليس مثل ما حدث في مجلس النواب العراقي الذي يسيطر عليه الشيعة، في سنة 2024، حيث تمت الموافقة على تعديل قانون الأحوال الشخصية وخفض سن الزواج من 18 إلى 15 للذكور وتسع سنوات للإناث. وأساس الفكرة عندهم دينيّة ومرتكزة على فتاوى الخميني سيء الذكر.
كما يجب تعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة، وتبادل الخبرات والمعلومات. وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، وتعزيز دورها في لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع وليس على هامشه.
إن زواج القاصرات جريمة كبرى ضد الإنسانية، وتتطلب تضافر الجهود للقضاء عليها. لذلك يجب على الحكومات والمجتمع المدني والأسرة والفرد أن يتحملوا مسؤولياتهم في مكافحة هذه الظاهرة، وحماية حقوق الأطفال، وبناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة. لعل المستقبل يكون أفضل.
.

🔴 عن النشوة الجنسية

عن النشوة الجنسية . .  النشوة الجنسية، ذروة الإثارة الجنسية، هي تجربة معقدة ومتعددة الأوجه تختلف اختلافًا كبيرًا بين الأفراد. وهي تنطوي على ...