الأربعاء، 22 يناير 2025

🟡 الأمنية الأخيرة (قصة قصيرة)

.
الأمنية الأخيرة
.
في قرية نائية، على أطراف غابة كثيفة، عاش العجوز "سالم" في كوخ خشبي متواضع. بلغ سالم من العمر تسعين عامًا، وكان يدرك أن أيامه معدودة. عاش وحيدًا بعد أن غادره الأحباب، وحمل معه ذكريات حياة طويلة مليئة بالإنجازات والأخطاء، الأفراح والأحزان.
في صباح يوم شتوي، بينما كان سالم يجلس على كرسيه الهزاز قرب المدفأة، سمع طرقًا خفيفًا على بابه. فتح الباب بحذر ليجد امرأة غريبة تقف هناك، كانت جميلة المظهر، بعيون تتلألأ كما لو أنها تحمل أسرار العالم. قالت له بصوت هادئ: "يا سالم، قضيت حياتك بعزلة وصمت، لكنك تستحق فرصة أخيرة لتختار شيئًا يغيّر حياتك. لدي هدية لك: أمنية واحدة تتحقق فورًا. لكن حذار، فكل اختيار له ثمن."
صُدم سالم وأحس أن هذه المرأة ليست عادية. فكر مليًا، وأدرك أنه إذا كان هناك شيء يندم عليه في حياته، فهو أنه لم يستطع تصحيح خطأ ارتكبه قبل خمسين عامًا. كان ذلك عندما اختلف مع أخيه الأصغر "جابر" بسبب قطعة أرض صغيرة، فتشاجر معه ولم يتحدث إليه منذ ذلك الحين.
رفع سالم رأسه ونظر إلى المرأة، قائلاً: "أريد أن أعود خمسين عامًا إلى الوراء، لأصلح علاقتي مع جابر."
ابتسمت المرأة وهزت رأسها: "كما تريد." ثم صفقت بيديها، وشعر سالم بدوار غريب. أغمض عينيه للحظة، وعندما فتحهما، وجد نفسه شابًا في الثلاثين من عمره، واقفًا في وسط الحقل الذي تسبب في الخلاف.
كان جابر هناك، بنفس الوجه الشاب الذي يتذكره، غارقًا في العمل. شعر سالم بسعادة ودهشة غامرة. أسرع نحو أخيه واحتضنه بقوة، مما أربك جابر. بدأ سالم يعتذر بشدة، يشرح له أنه أخطأ، وأنه لا يريد شيئًا سوى أن يكونا كما كانا من قبل.
في البداية، بدا جابر متحيرًا، لكنه بمرور الوقت بدأ يلين، وابتسم أخيرًا. عادت الأمور بينهما كما كانت، واستمر سالم في عيش حياته مع أخيه بروح جديدة، مليئة بالمحبة.
لكن الغريب في الأمر، هو أن سالم لاحظ شيئًا غريبًا: كلما مرت الأيام، بدأت ذكرياته تتلاشى ببطء. بدأ ينسى أنه طلب الأمنية، ثم نسي حياته السابقة بأكملها.
بعد خمسين عامًا، وفي نفس صباح الشتاء، كان سالم جالسًا في كوخه، لكن هذه المرة لم يكن عجوزًا وحيدًا. كان يعيش مع أسرته الكبيرة، محاطًا بأحفاده الذين أحبوه بشدة.
لم يتذكر سالم أبدًا الأمنية أو الخطأ الذي ارتكبه في حياته السابقة. لكن تلك المرأة الغامضة وقفت في ظل الكوخ، تراقبه من بعيد. همست لنفسها: "الأمنية تحققت، والثمن كان النسيان. لكن يبدو أن السعادة، في بعض الأحيان، تستحق كل شيء."
.

🔴 جاذبية الصدر الكبير لدى الرجال

جاذبية الصدر الكبير لدى الرجال . . لطالما كان حجم الثدي لدى المرأة موضوعًا للنقاش والفضول، خاصة فيما يتعلق بجاذبيته للرجال. هناك عدة عوامل ت...